حفريات أثريه في عتليت كميل ساري


أدوات فخار ملونه بالأسود إلى جانب مسكه لقارورة عليها ختم باللغة اليونانية أجرت سلطة ألآثار خلال ألأشهر أيلول وتشرين ألأول حفريات أثريه في القسم الشمالي من عتليت بالموقع المستهدف فيه بناء وجدات سكنيه جديدة. وقد أجرت الحفريات سلطة الآثار بتمويل دائرة أراضي إسرائيل.

لمحه عامه عن الموقع:
أجريت الحفريات على قمة تله صغيرة ارتفاعها حوالي 20 مترا من على سطح البحر لم تجرى فيها أبحاث أثريه من قبل. إلا أن بعض الحفريات والاستكشافات ألأثريه جرت بالمنطقة المجاورة منها نستمد معلوماتنا حول عتليت في العصور القديمة من بين هذه الأبحاث المهمة نذكر:
إلى الشمال من عتليت على شبه جزيرة, تتواجد آثار ميناء قديم وبقايا قلعه صليبيه كبيره والتي كانت آخر قلعه للصليبيين في البلاد. خلال الحفريات الأثرية التي أجراها س. جونس بين ألأعوام 1930-1935 تم العثور على بقايا استيطان من عصر البرونز ألأوسط وحتى الفترة الهيلانية. وكذلك آثار لاستيطان من العصر الحديدي عثر عليها بالقسم الشمالي من شبه الجزيرة. هذا وقد عثر على الشاطئ, تحت ألأنقاض الصليبية, على آثار مدخل للمدينة الأثرية وله برجان للحراسة.

أدوات فخار ملونه بالأسود إلى جانب مسكه لقارورة عليها ختم باللغة اليونانية ألحفريات الحالية:
خلال شهر أيار 2006 أجرت سلطة ألآثار فحوصات أوليه على ألتله والتي أشارت إلى وجود آثار تستوجب أجراء حفريات إنقاذ بالموقع. لهذا السبب تم حفر 32 مربع (مساحة كل مربع 5 ْْX 5م) في منطقتين:

المنطقة الأولى:
أدوات معدنية: صبة (كتله) من الرصاص, وزن مربع الشكل وثقال لشبك صيد الأسماك تتواجد هذه المنطقة على قمة ألتله وفي القسم الشرقي منها. وقد تم حفر 20 مربع بهذا القسم. من ابرز المكتشات الأثرية بهذه المنطقة كانت اكتشاف مبنى كبير مساحته 10.5 م X 10.5 م, قد بني من حجارة مختلفة الشكل: في ثلاث زوايا المبنى تتواجد ثلاث حجارة (في كل زاوية) كبيرة ملساء ومنحوتة من جميع الجهات, بينما باقي الحجارة والتي منها بني الحائط فهي منحوتة من جهتين فقط. قسم المبنى إلى قسمين بواسطة حائط أضافي (على محور شمال شرق). وفقاٌ لحجم المبنى يمكننا ألافتراض بأن المبنى كان مقسما إلى عدة غرف بواسطة جدران إضافية لم نعثر عليها خلال الحفريات ألحاليه. هذه الفرضية تستند على معلوماتنا بأن استعمال الأقواس لسقف مساحات كبيره بدأ بالفترة الرومانية, أما بالفترة الهيلانيه فكان المنزل يقسم إلى غرف عديدة وكانت العارضات تحمل السقف.
من الواضح من خلال الحفريات بأن الموقع تضرر بفترة معينه لا نعرف متى, وقد سرقت منه غالبية الحجارة. هذه الفرضية تستند على أننا لم نعثر خلال الحفريات على علامات لجرافات أو أي علامات لآلات حديثه تشير إلى أن الموقع تضرر جراء أعمال زراعيه أو ما شابه ذالك.
تحف صغيره من المبنى:
ألأدوات الصغيرة التي عثر عليها بالمبنى كانت متنوعة وكثيرة من بينها أدوات فخار, البعض منها قابل للترميم, أدوات معدنية, عملات نقدية وغير ذالك.
غالبية قطع الفخار التي عثر عليها هي من نوع "ألأمفوره" وهي قارورة كبيره كانت تستعمل لتخزين الزيت أو النبيذ. البعض منها تم استيرادها من قبرص أو اليونان والبعض صناعه محليه. إلى جانب هذه القوارير عثر على البعض من اقدر والأدوات المستعملة في الحياة المنزلية أليوميه بينها أدوات عليها منحوتة أشكال هندسيه ملونه باللون ألأسود.
يمكننا تحديد تاريخ أدوات الفخار إلى القرن الرابع والثالث قبل الميلاد والبعض منها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
كذلك عثر على مكتشفات أضافية من بينها عملات نقدية في حاله جيده إلا أنها بحاجه إلى تنظيف بالمختبرات لكي نتمكن من قراءة الكتابات التي عليها. أما من ناحية الشكل فيمكننا التخمين بأنها تابعه للسيلوقيين أي القرن الثاني قبل الميلاد.
كما عثر على ثقال مصنوعة من الرصاص تستعمل لشباك صيد ألأسماك (للشباك من نوع الطرح أي التي تلقى إلى البحر ومن ثم يتم جمعها). كذلك عثر على أوزان من الرصاص أيضا (وزنها 416 غرام).
تحف أخرى عثر عليها شملت: صبة (كتله) من الرصاص أو القصدير (نادر جدا العثور على هذه الكتل في الحفريات ألأثريه), قطع أدوات زجاجيه تاريخها القرن الثاني ق.م. وأدوات معدنية أخرى.

ألمنطقه الثانية:
قطع رقيقه من الرصاص كانت تستعمل لتغطية القوارب لحمايتها. يمكن أن نلاحظ موقع المسامير 
التي مسكت قطع الرصاص بخشب القوارب
أنها المنطقة الشمالية بالتلة والمكتشفات بهذه المنطقة تختلف كلياُ: تم حفر 12 مربع (مساحة كل واحد 5 X 5 م) عثر فيها على مبنى دائري الشكل, جداره مقصور بالطين من الداخل والخارج. قطره 10 م. يقسمه حائط طويل (على محور شرق-غرب) إلى قسمين وسمك جدرانه 1.2 م.
من الفحص الأولي نستدل بأن الطين على الجدران ليس من نوع الطين المعد لأجهزه ومنشآت مائية. مما يلغي ألافتراض بأن المبنى كان مكان لتجميع السوائل. وفقا للشكل واستنادا على حفريات ومنشآت مشابهه نفترض بأن المبنى ما نسميه "كولومباريوم" أي مبنى لتربية الحمام. هذا النوع من ألمبان أنتشر بالعصور ألقديمه, وقد عثر على مبان مشابهة بالحفريات ألأثريه في رأس العين, شوهم ورمات هنديف.
خلال الحفريات ألحاليه لم نعثر على المدخل للمبنى هذا لأن المدخل عادة, كان بمكان عاليا يصعدون له بواسطة السلم لكي يمنعوا من الحيوانات المفترسة من الدخول وأكل الحمام. أضف إلى ذلك بأن المبنى بالحفرية حفظ حتى مستوى ألأرضيه فقط. وفقا لأدوات الفخار يمكننا تحديد تاريخ الكولومباريوم إلى القرن الرابع والثالث ق.م.

مجموعة تحف: ثقال نول, ملقط من البرونز وقسم من خرز على شكل وجه نتائج الحفرية:
بناءا على المكتشفات الحفرية (الصغيرة والمباني) من الممكن الادعاء بأننا نتواجد بالمنطقة الصناعية لمدينة عتليت في العصور القديمة, والتي بنيت خارج المنطقة السكنية. كما يبدو من المكتشفات فأن المبنى على قمة ألتله كان مخزن أو مبنى زراعي مكون من طابقين ألأول أستعمل للتخزين والثاني لسكن.
أما بالنسبة لمبنى الحمام فيعود تاريخه إلى القرن الرابع والثالث ق.م, مما يجعله أقدم مبنى في البلاد, حيث أننا كنا نعتقد حتى الآن بأن مبان الكولومباريوم بدأ بنائها في نهاية القرن الثاني ق.م. أما هذا الاكتشاف فيشير إلى أن البناء أقدم من ذالك بما يقارب 150-200 سنه على ألأقل.

أهمية الحفرية:
صورة مبنى الكولومبتريوم في عتليت لهذه الحفرية أهميه كبيره لدراسة آثار عتليت ولدراسة المواقع الهيلانيه في أنحاء البلاد. إذ أنه من المعروف بأن المواقع ألأثريه التي تم التنقيب عنها ويعود تاريخها إلى الفترة الهيلانيه, قليله جدا مما يجعل لمكتشفات الحفرية, أهميه خاصة في دراسة تلك الفترة.
أما اكتشاف مبنى الحمام من تلك الفترة فمن شأنه أن يضيف إلى معلوماتنا لدراسة هذه النوعية من ألمبان وتاريخها, حيث أن البعض من الباحثين كان يعتقد بأنها بدأت تنتشر بفترات متأخرة جدا (الفترة البيزنطية). من هنا فأن لتحديد تاريخ المبنى في حفريات عتليت أهميه بالغه.

ظهر


الحديقة الاثرية في القدس جمعية أصدقاء السلطة ترميم المعالم المبنية ألاخبار الاثرية في الانترنيت
Websites, texts and photos © Israel Antiquities Authority