بروفيسور أيفان فريدمان
رئيسة الهيئة الأدارية لسلطة الآثار


الموقع الالكتروني (الأنترنيت) يفسح المجال للتواصل بين سلطة الآثار وبين الجمهور الذي يشغف الى التعرف من مصدر أولي عن الجديد في آثار البلاد. سلطة الآثار مهتمة جدا بهذا الحوار مع الجمهور من جميع الفئات ولذا، فهي تحاول الإنفتاح اليه وإجراء الحوار بين الخبراء وبين الذين يهتمون للمعرفة وتلقي المعلومات.

المكتشفات الأثرية التي يتم العثور عليها من يوم لآخر، تشكل معا فسيفساء تاريخ البلاد: صورة تاريخية مثيرة ومتنوعة. كل من استوطن او احتل البلاد ترك خلفه آثار تشير الى حياته هنا، وجميع المكتشفات معا تشكل تاريخ البلاد من عصور ما قبل التاريخ وحتى أيامنا. وأكثر ما برز تأثيرها في تاريخ البلاد العريق، الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية والإسلام. الدمج بين جميع الإجزاء هذه معا، يشكل الحضارة والتراث لبلادنا.

ردود فعل الجمهور للمكتشفات الأثرية وأعمال التأهيل التي تقوم فيها سلطة الآثار مختلفة. العديد من يبحث عن جذوره من خلال علم الآثار. آثار أجدادنا تشير على حياتهم في البلاد، والصورة التي نتلقاها تساعدنا في التعرف على حضارتهم. على سبيل المثال فالمكتشفات الأثرية في "مدينة داهود" تأخذ الباحث، المتجول والمكتشف الى الحياة التي عاشها اليهود في البلاد قبل آلاف السنين أبان فترات بيت المقدس الأول والثاني. التراث والصلة بالماضي هي قاسم مشترك للجميع: فالمتدينين مثلا، يحاولون التقرب من المواقع الدينية والبعض الآخر يرى بذلك السبيل للتمسك بالمكان. الكنائس والأديرة البيزنطية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد والتي يزيد اكتشافها يوميا خلال الحفريات الأثرية، تُبرز زاوية أخرى وفترات مختلفة من تاريخ البلاد. التاريخ الإسلامي للبلاد، يبرز من خلال المبان الفخمة، المصادر المكتوبة والأعمال الفنية الرائعة، وهي تخلد مئات السنين من الحياة الأسلامية منذ القرن السابع الميلادي وحتى الفترات المعاصرة. كذلك فالقلاع الصليبية مثل "أرسوف"، على محتوياتها من الكنوز التي عثر عليها مؤخرا، تشير الى المزيج في تاريخ شعوب بلادنا. كل هذه جميعا هي جزأ من حضارة بلادنا وعلينا ان نحافظ عليها.

يتميز الجيل المعاصر بظاهرة ممتازة جدا وهي الإهتمام بموقع سكناه: الجميع يتسائل ماذا كان في بلدي قبل آلاف السنين؟ يبرز هذا الإهتمام في عدة مستويات: تطوع الجمهو للمشاركة في الحفريات الأثرية الجارية بمنطقة سكناهم، إندماج طلاب المدارس في الحفريات الأثرية، والنية عند المواطنين للحفاظ على المواقع الأثرية والإشارة والتنويه على المخاطر التي تهدد المواقع، ذلك من خلال الأحساس بان تلك المواقع تابعة لهم وهي جزأ من بيتهم وحارتهم.

وأخيرا لا يمكن ان نغض النظر عن نوع مؤسف من العلاقة بالجمهور. الهيئة الإدارية لسلطة الآثار تستنكر بكل لسان أعمال التخريب للمواقع الأثرية التي حدثت مؤخرا. الأضرار بالمدخل الكنعاني في تل اليرموت، وتخريب الفرن في تل بيت شيمش هي جزأ من سلسلة أعمال تخريبية إزدادت في الآونة الأخيرة، التي كانت قمتها في طبريا هنالك، تم تخريب كنيس من القرن الرابع ميلادي، فترة التلمود. اعمال التخريب في طبريا كانت متعمدة وهمجية، تم خلالها الإضرار بواحدة من أجمل أرضيات الفسيفساء وأكملها صيانة الموجودة في بلادنا. علينا تكثيف الجهود في العثور على المجرمين، الذين كما يبدو هم فئة لا تمثل الجمهور، وتقديمهم الى العدالة. هذه الطريقة لا تعتبر وسيلة حوار ولا يمكننا الرضوخ لها او تقبلها. العنف والتخريب لا يمكنهم أن يتستروا تحت شعار الحفاظ على المواقع المقدسة لإسرائيل. الأعمال الإجرامية تعتبر دنيئة ، بغض النظر عن الدافع وراء القيام بها. يتوجب على السلطات المسئولة ان تخصص الأيدي العاملة والميزانيات اللازمة للعثور على المجرمين ومحاكمتهم. تراثنا لا يمكن ان يكون مهملا. لذلك، يتوجب على كل مربي، رجل دين أو مرشد ان يستنكر بشدة هذه الأعمال كي لا تتكرر.

ظهر


الحديقة الاثرية في القدس جمعية أصدقاء السلطة ترميم المعالم المبنية ألاخبار الاثرية في الانترنيت
Websites, texts and photos © Israel Antiquities Authority